تبدأ رحلة العمرة بخطوة عظيمة تتجاوز حدود السفر والمكان، إنها التهيئة الروحية والجسدية للقاء بيت الله الحرام. ومن أهم ما يسبق هذه الرحلة الطاهرة هو اغتسال العمره، ذلك الطقس التعبدي الذي يجمع بين الطهارة البدنية والمعنوية، ويعد من السنن المؤكدة التي دلت عليها الأحاديث النبوية.
الاغتسال في العمرة هو: الاغتسال الشرعي بنية الطهارة قبل الدخول في النسك (الإحرام). وهو يشبه الغسل من الجنابة من حيث الطريقة، ويستحب قبل ارتداء ملابس الإحرام والدخول في نية العمرة. والهدف منه:
الإجماع بين العلماء أن الاغتسال في العمرة سنة مؤكدة، وليس فرضًا ولا شرطًا لصحة النسك.
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم تجرد لإهلاله واغتسل.". اغتسال العمره قبل الإحرام سنة نبوية عظيمة، ويستحب للجميع حتى الحائض والنفساء، لأنهما تحرمان مع الغسل دون الصلاة أو الطواف.
حيث ورد في السنة كيفية الاغتسال للعمرة بالطريقة الصحيحة وهي:
تعقد النية في القلب للاغتسال بنية الإحرام ولا يُشترط التلفّظ بها.
كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم في غسله.
باستخدام الماء والصابون (إن وُجد).
كوضوء الصلاة، ويمكن تأخيره إذا كان بعد قليل سيدخل وقت الصلاة.
مع تخليل الشعر (للنساء بدون فرك الشعر بشدة).
بدءًا بالشق الأيمن ثم الأيسر.
يجوز لهن الاغتسال والإحرام، لكن لا يصلين ولا يطفن حتى يطهرن.
يجب أن يكون الاغتسال في مكان ساتر تمامًا، ولا يجوز الاختلاط.
يمنع التطيب بعد الغسل للنساء، خلافا للرجال الذين يُستحب لهم التطيب قبل الإحرام.
الميقات هو المكان الذي يحرم منه المعتمر، ويختلف حسب موقعه الجغرافي. يجب:
إذا تعذر الاغتسال عند الميقات (مثلًا في الطائرة)، فلا حرج، و يكتفى بالوضوء، لكن الغسل يبقى مستحبًا في كل حال.
الاغتسال قبل الإحرام للعمرة هو من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أجمع العلماء على استحبابه؛ لأن فيه طهارة الجسد، واستعدادًا بدنيًا وروحيًا للدخول في نسكٍ عظيم. ويستدل على استحبابه بعدة أدلة من السنة النبوية وأقوال الصحابة.
حديث أسماء بنت عميس رضي الله عنها روت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها وهي في النفاس أن تغتسل للإحرام، فقالت:"نفستُ بمحمد بن أبي بكر، فأمرني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا في ذي الحليفة أن أغتسل وأُحرِم."
اغتسال العمره ليس مجرد طهارة جسدية، بل هو بداية رحلة روحية عظيمة، يتطهر فيها الجسد، وتتهيأ فيها النفس للوقوف بين يدي الله في أطهر بقاع الأرض. ولأن العمرة عبادة عظيمة تتطلب حضورًا قلبيًا واستعدادًا بدنيًا، فإليك أهم النصائح التي تساعد المعتمر على الاستعداد الكامل قبل الاغتسال:
وقت اغتسال العمرة يكون قبل الإحرام مباشرة، أي عندما يهمّ المسلم بالدخول في النسك من الميقات
لا، لا يجب الوضوء بعد اغتسال العمرة إذا نوى المسلم الغُسل بنية رفع الحدث الأكبر أو التنظف بنية العبادة، لأن الغُسل الكامل يجزئ عن الوضوء في هذه الحالة.
لا، لا يشترط إزالة الشعر أو تقليم الأظافر قبل اغتسال العمره، وإنما هو من السنن وليس من الواجبات.
نعم، يجوز اغتسال العمره من الحمام أو الدش العادي، ولا يشترط أن يكون الغُسل في مكان خاص أو بطريقة تقليدية.
نعم، يجوز اغتسال العمره أكثر من مرة في الرحلة، ولا حرج في ذلك شرعًا، بل قد يكون مستحبًا في بعض الحالات إذا دعت الحاجة أو رغبة الشخص في مزيد من الطهارة والنظافة.
لا، ترك الاغتسال قبل العمرة لا يؤثر على صحة العمرة، وإنما يعد سنة مستحبة وليس من الشروط والأركان
في النهاية الاغتسال للعمرة سُنّة عظيمة تعكس الطهارة الجسدية والروحية قبل الدخول في النسك، وهو ما يهيئ المعتمر لأداء المناسك بخشوع وطمأنينة. ومن أجل أن تبدأ رحلتك المباركة بأفضل تنظيم وخدمة عالية الجودة، فإن المعتمر يقدم لك امكانية حجز تذاكر الحج والعمرة بسهولة، مع الاهتمام بكافة تفاصيل رحلتك منذ لحظة الحجز وحتى العودة. تواصل معنا اليوم واحجز رحلتك المباركة بخطوات بسيطة وخدمة موثوقة.
