المدونات

الحائض والعمرة

الحائض والعمرة - أحكام ونصائح مهمة للنساء

النية لأداء العمرة في موضوع الحائض والعمرة قرار عظيم، تتشوق له القلوب وتتسارع الخطى إليه. ولكن، كثير من النساء يفاجأن بنزول الدورة الشهرية عند الاستعداد للسفر أو الوصول لمكة. وهنا تبدأ الأسئلة: هل يجوز أداء العمرة في حال الحيض؟ ما الذي يُمكنني فعله؟ وهل أعود بدون عمرة؟

 

هل يجوز للحائض أداء العمرة؟

لا يجوز للمرأة الحائض أن تؤدي العمرة كاملة وهي في حال الحيض، لأنها لا تستطيع الطواف، وهو ركن من أركان العمرة. ومع ذلك يجوز لها الإحرام والدخول في النسك، وتنتظر حتى تطهر لتكمل باقي المناسك.

 

حكم إحرام الحائض والعمرة:

  • المرأة الحائض والعمرة تحرم مثلها مثل الطاهر تمامًا، من الميقات، وتقول :"لبيك اللهم عمرة"
  • ويجوز أن تحرم وهي في حال الدورة الشهرية، بشرط ألا تطوف بالبيت حتى تطهر.

الدليل: عن عائشة رضي الله عنها: "خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا نرى إلا أنه الحج، فلما جئنا سرف حِضْت، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال: لعلك نفستِ؟ فقلت: نعم. قال: إن ذلك شيء كتبه الله على بنات آدم، فافعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت" رواه البخاري ومسلم

 

ما يجوز للحائض فعله من مناسك العمرة:

  • الإحرام من الميقات
  • التلبية وذكر الله 
  • البقاء في الإحرام
  •  قراءة الأدعية والأذكار. 

كل هذه الأفعال يجوز فعلها في أداء العمرة للحائض دون الطواف أو السعي بين الصفا والمروة

 

ما لا يجوز للحائض فعله أثناء العمرة:

  • دخول المسجد الحرام 
  • الطواف حول الكعبة 
  • السعي بين الصفا والمروة 
  • الصلاة 
  • قراءة القرآن من المصحف

 

كيفية أداء الحائض للعمرة عند اقتراب السفر أو انتهاء المدة:

في حال وجود ضيق وقت أو اقتراب موعد الرجوع يفضل:

  • الانتظار حتى الطهر:

إن أمكن، فهذا هو الخيار الشرعي الأفضل. وتغتسل وتكمل العمرة فورًا.

  • التحول إلى حج تمتع (إذا في أشهر الحج):

إن كانت ناوية عمرة فقط، وأتاها الحيض قبل الطواف، يجوز لها تحويل النية إلى حج (مثل ما حصل لعائشة رضي الله عنها).

  • الرجوع دون عمرة عند الضرورة القصوى:

إن لم تستطع الطواف قبل العودة، وأجبرت على مغادرة مكة، فهنا تبقى على إحرامها وتنهي النسك بالحلق أو التقصير وتقدم فدية على القول الراجح عند بعض العلماء

 

 الفرق بين الحائض والنفساء في العمرة:

يختلط أمر الحائض والعمرة على كثير من النساء بين أحكام الحيض وأحكام النفاس عند أداء العمرة، رغم أن كلا الحالتين تمنعان الطواف، إلا أن هناك فروقًا فقهية دقيقة ينبغي الانتباه لها عند أداء المناسك.

الحائض:

  • مدة العذر الشرعي: غالبا بين 5 أيام إلى 10 أيام 
  • احتمال الطهارة أثناء الرحلة: وارد جدًا أن تطهر وتكمل العمرة
  • الفقهاء في الإنابة: بعض المذاهب أجازوا الإنابة للحائض إذا تعذر الطواف 

النفساء:

  • مدة العذر الشرعي: قد تصل إلى 40 يومًا أو أكثر
  • احتمال الطهارة أثناء الرحلة: أقل احتمالًا للطهارة إذا كانت حديثة ولادة
  • الفقهاء في الإنابة: أجازوا أيضًا الإنابة للنفساء مع وجود العذر

 

حكم استخدام الحبوب لتأخير الدورة لأداء العمرة

يجوز للمرأة استخدام وسائل تأخير الدورة الشهرية مثل الحبوب إذا كان الغرض أداء العمرة أو الحج، وذلك استنادًا إلى الضرورة الشرعية لتجنب المفاسد أو الإضرار بالعبادة، بشرط ألا يترتب على ذلك ضرر صحي كبير لها.

 

أحكام الفدية إذا لم تؤدّ الحائض كامل النسك:

من أهم المسائل التي تشغل بال النساء أثناء اجتماع الحائض والعمرة هي: هل تجب الفدية على الحائض إذا لم تؤدّ كامل المناسك؟ الجواب يختلف بحسب الحالة؟

  • إذا أحرمت الحائض بالعمرة ولم تطهر حتى مغادرة مكة:

لا تطوف، ولا تكمل العمرة، وتتحلل من الإحرام ولا تجب عليها فدية إذا كانت نويت العمرة ولم تطهر. و تتحلل بعمل واحد من نسك العمرة (قص الشعر مثلًا)، إذا لم يمكنها الطواف كما يمكنها العودة للعمرة لاحقًا دون ذنب ولا فدية.

  • إذا طافت الحائض وهي تجهل الحكم أو حياؤها منعها من التوقف:

طوافها غير صحيح عند جمهور العلماء و يجب عليها إعادة الطواف إن كانت لا تزال في مكة. ولا فدية عليها إن كانت جاهلة بالحكم. لكن إن تعمدت الطواف مع علمها بالحكم الشرعي، فعليها التوبة، ويستحب لها الفدية.

  • إذا تركت طواف الإفاضة (في الحج) بسبب الحيض ولم تستطع البقاء:

لا يجوز تركه إلا بعذر. إن أمكنها العودة فتلزمها العودة للطواف لاحقًا. إن تعذر، فبعض العلماء قالوا عليها دم (ذبح شاة). لكن الراجح عند كثير من أهل العلم: لا فدية عليها إذا منعتها الدورة وكانت مضطرة للمغادرة.

  • إذا قصت شعرها وتحللت قبل أن تطوف بسبب الحيض:

لا يصح التحلل الكامل إلا بعد الطواف.فلا فدية عليها إن كانت معذورة و تعود وتكمل الطواف عند الطهارة إن أمكن. أما إن غادرت مكة، فيُستحب لها ذبح فدية احتياطًا.

 

تجارب واقعية لنساء أتين العمرة أثناء الحيض:

يوجد بعض التجارب الواقعية لنساء أتين العمرة أثناء الحيض وهي:

  • تجربة التعويض بعد انتهاء الدورة:

تحدثت إحدى النساء عن أنها حضرت العمرة أثناء الحيض، وأدركت أنها لا تستطيع الطواف أو الصلاة، لكنها استكملت العمرة بالنية الصادقة، ثم قضت الطواف والصلاة بعد انتهاء الدورة. أشارت إلى أن النية الصادقة والمرونة في أداء المناسك خففت شعورها بالقلق.

  • استخدام وسائل طبية لتأخير الدورة:

 مريضة أخرى استخدمت حبوباً لتأخير الدورة لمدة يومين لتتوافق مع سفرها لأداء العمرة. تمكنت من أداء الطواف والسعي دون مشاكل، وأكدت على أهمية استشارة الطبيب قبل استخدام أي وسائل طبية لتجنب مضاعفات صحية.

  • التجربة الروحية والصبر:

تجربة ثالثة ركزت على الجانب الروحي، حيث قالت المرأة إنها حضرت العمرة خلال الحيض وتعلمت الصبر والاعتماد على النية الخالصة لله، مما جعلها تشعر بالطمأنينة والرضا عن أداء شعائرها رغم الظروف.

 

الأسئلة الشائعة: 

هل يجوز للحائض دخول الميقات والإحرام؟

نعم، يجوز للحائض دخول الميقات والإحرام للعمرة أو الحج، وهذا باتفاق العلماء.

 

أقوال الفقهاء في طواف الحائض وهل لها بدائل؟

أجمع الفقهاء من المذاهب الأربعة (الحنفية، المالكية، الشافعية، الحنابلة) على أن الطواف لا يصح من الحائض، لأنه لا يجوز دخول المسجد الحرام لمن كانت عليه نجاسة حقيقية أو حكمية كالحائض.

 

ماذا تفعل المرأة إذا حاضت بعد الطواف وقبل السعي؟

يجوز لها أن تسعى وهي حائض، ولا حرج في ذلك، لأن الطهارة ليست شرطًا لصحة السعي، بخلاف الطواف.

 

هل يجوز للحائض الطواف إذا استخدمت واقيًا صحيًا؟

لا يجوز للحائض أن تطوف بالبيت حتى تطهر، ولو استخدمت واقيًا صحيًا أو سدادة وهذا قول جماهير العلماء، ومنهم المذاهب الأربعة.

 

هل هناك دعاء خاص للحائض أثناء أداء العمرة؟

لا يوجد دعاء خاص للحائض أثناء أداء العمرة، بل الحائض كغيرها من المعتمرات

 

هل تقبل العمرة إذا تم الإحرام بها في وقت الحيض؟

نعم، تُقبل العمرة إذا تم الإحرام بها في وقت الحيض، ولا يُعد الحيض مانعًا من نية الإحرام أو من صحة الدخول في النسك.

 

هل يُشترط إعادة العمرة لاحقًا إذا فات الطواف؟

لا، لا يُشترط إعادة العمرة لاحقًا إذا فات الطواف بسبب الحيض، ولكن يجب على المرأة الانتظار حتى تطهر ثم تُكمل عمرتها، ولا تسقط عنها العمرة ولا تُستبدل بعمرة جديدة.

 

ما حكم لمس المصحف أو كتب الأدعية من قِبل الحائض أثناء العمرة؟

حكم لمس المصحف أو كتب الأدعية من قِبل الحائض أثناء العمرة يعد من المسائل الخلافية بين العلماء. 

 

العمرة عبادة عظيمة، والله لا يكلّف نفسًا إلا وسعها. موضوع الحائض والعمرة قد يبدو معقدًا، لكنه في الحقيقة مبني على الرحمة والتيسير، ويجب أن تؤدى المناسك على بصيرة وفق الضوابط الشرعية. استعدي جيدًا، وفهمي أحكام العمرة قبل السفر، واستشيري العلماء أو أهل الخبرة عند الحاجة، ولا تترددي في تأجيل العمرة إن كان ذلك أكثر أمنًا لك ولنسكك.

 

ولأن أداء العمرة يحتاج إلى تخطيط جيد وتجهيز مُسبق، فإن اختيار الجهة المناسبة لحجز تذاكر السفر يُعد خطوة مهمة لتيسير رحلتك الإيمانية. مع خدمات المعتمر ستحصل على تجربة مريحة وآمنة لحجز تذاكر الحج والعمرة بكل سهولة وموثوقية.

 

إذا كنتِ ترغبين في بدء رحلتك الروحانية دون عناء البحث أو القلق بشأن الترتيبات، لا تترددي في تواصل معنا الآن لتحجزي مقعدك وتستمتعي بخدمة متكاملة تُسهل عليك الوصول إلى بيت الله الحرام.