مع دخولك إلى مكة المكرمة، وانغمارك في أجوائها الإيمانية، يتردد في قلبك تلك الكلمات العظيمة المتمثلة في ادعية بالعمرة التي تفتح أبواب الرحمة والمغفرة، وتشعرك بالقرب الحقيقي من الله. تلك اللحظات لا تقارن، حين يصبح الدعاء زاد، والذكر رفيق، والنية الصادقة جسر بين الأرض والسماء.
عند عقد نية العمرة ،يعلن المسلم نيته بقول: "لبيك اللهم عمرة"، وهو إعلان الدخول في النسك وبدء الرحلة بقلب خاشع وروح متلهفة للقاء بيت الله الحرام. بعد ذلك، يبدأ في التلبية التي تعد من الشعائر العظيمة، فيقول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والمُلك، لا شريك لك".
وتتكرر هذه التلبية كلما صعد مرتفع أو نزل وادي، أو بعد الفراغ من أي ذكر أو دعاء، وتستمر حتى الشروع في الطواف.
هذا الدعاء وما يليه من تلبية يعد من أهم ادعية بالعمرة، لأنه يفتتح رحلة الطاعة والخضوع، ويعلن نية التفرغ الكامل لعبادة الله وحده، في وقت يتجرد فيه الإنسان من الدنيا وزينتها، متجه بقلبه وعقله وجسده إلى رب العالمين.
وتظل هذه التلبية رفيقة للمعتمر حتى يرى الكعبة المشرفة، فيبدأ الطواف، وتبدأ معه أدعية أخرى تكمل هذا المسار الروحاني النقي، ليكون لكل مرحلة من مراحل العمرة دعاؤها الخاص.
قبل أن ينطلق المسلم في رحلته إلى مناسك العمرة، من المستحب أن يهيئ قلبه ولسانه بذكر الله والدعاء، لما في السفر من تعرض للتغيرات والمشاق، ولأن دعاء المسافر مستجاب بإذن الله.
ومن الأدعية الجامعة التي يمكن أن يقولها قبل مغادرة المنزل: "اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم"، فهذا الدعاء يضم كل جوانب الخير، ويطلب الحماية من كل أوجه الشر، سواء كانت ظاهرة أو خفية. كما يمكن الدعاء بنية السفر لأداء النسك، فيقول اللهم الحـج أردت إليه وعمـرة، فإن حبسني حابس، فمحلي حيث حبستني
وهذا الدعاء يعبر عن صدق النية والرضا بقضاء الله، ويقال بشكل خاص لمن يخشى عدم إتمام العمرة بسبب عذر قهري.
ويستحب أن يواصل المعتمر ذكر الله والدعاء من لحظة خروجه من بيته وحتى وصوله إلى بيت الله الحرام، لأن هذه المرحلة من أكثر الأوقات التي يستحب فيها إجابة الدعاء، وهي من الأدعية المستحبة في العمرة التي تهيئ النفس للدخول في عبادة عظيمة تبدأ أول فصولها من لحظة العزم على السفر.
عند الوصول والاستعداد للدخول في النسك، يستحب للمعتمر أن يتهيأ روحيا بذكر الله، إذ تبدأ رحلة العمرة الحقيقية من لحظة الإحرام. فيبدأ بالتسبيح والتهليل والتكبير وادعية بالعمرة، فيقول: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر".
تلك الكلمات الأربع من أعظم الأذكار، فهي تنقي القلب، وتطمئن النفس، وتهيئها للدخول في طاعة عظيمة، بعد ذلك، ينوي الدخول في النسك، فيقول بنية خالصة: "لبيك اللهم عمرة".
وبهذه النية الصادقة، يدخل في الإحرام، ويبدأ في التلبية، فيرفع صوته بقلب خاشع ولسان خاضع، ويردد: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".
يستحسن الإكثار من التلبية طوال الطريق حتى دخول المسجد الحرام، فهي شعار العمرة ونداء الطاعة والامتثال لأمر الله. وتعد هذه الأدعية من السنن المستحبة عند لبس الإحرام، والتي تعكس عظمة النية وصفاء القلب عند بدء الرحلة الروحية إلى بيت الله الحرام.
عند الاقتراب من المسجد الحرام، يشعر القلب بخشوع عميق، فهذه اللحظة من أعظم اللحظات. ويسن للمعتمر أن يدخل من الباب اليمنى برجله اليمنى، اتباعا لسنة النبي، ثم يتوجه بالدعاء بصدق وخشوع، فيقول: "بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك. أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم. اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك".
هذا من ادعية بالعمرة ليس مجرد كلمات، بل هو استحضار لعظمة الموقف واستشعار لعظمة البيت الحرام، حيث ينطلق العبد من الدنيا إلى سكينة القلب ولذة القرب.
وعندما تقع عين المعتمر على الكعبة المشرفة لأول مرة، يستحب أن يقف في مكانه، متأثرا بعظمة المشهد، رافع بصره إلى البيت الحرام، ثم يقول: "اللهم أنت السلام، ومنك السلام، فحينا ربنا بالسلام، وأدخلنا الجنة دار السلام، تباركت ربنا وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام". هذا الدعاء يعد من أجمل ما يقال عند دخول الحرم، فهو يعبر عن طلب السلام القلبي والروحي في أقدس البقاع، ويهيئ النفس للبدء بأعمال العمرة بروح طاهرة وطمأنينة عميقة.
خلال الطواف حول الكعبة المشرفة، يستحب للمسلم أن يقوم بالتنويع في الادعية بالعمرة، ويتضرع إلى الله بقلب خاشع ولسان ذاكر، مستشعر عظمة الموقف وقدسية المكان. وفي كل شوط من الأشواط السبعة، وبشكل خاص عند محاذاة الحجر الأسود أو الاقتراب منه، يسن أن يقول:
ولا يشترط التقيد بدعاء معين في كل شوط، بل الأفضل أن يناجي الله بما يحب، من الدعاء لنفسه وأهله وأمته، مع الإكثار من الذكر والاستغفار، وسؤال الله القبول والمغفرة والعتق من النار، فهذه اللحظات من أعظم مواطن الإجابة وأقربها إلى الرحمة الإلهية.
عند الصعود إلى الصفا، يستحب أن يبدأ المسلم بقراءة الآية الكريمة: "إن الصفا والمروة من شعائر الله". ثم يرفع يديه تجاه القبلة ويقول ثلاث مرات: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير". ويمكن تكرار هذا الذكر والدعاء بما يشاء بعده.
وأثناء السعي بين الصفا والمروة، يفضل أن يملأ المسلم قلبه بالنية الخالصة والرجاء، ويمكن أن يدعو بما يحب من الدعاء المشروع وادعية بالعمرة مثل: "اللهم إنك كما هديتني للإسلام فلا تنزعني منه أبدا ما أحييتني"، أو "اللهم اجعل سعيي هذا سعيا مشكور وذنبا مغفور وسعي مبرور". كما يمكنه أن يكثر من الاستغفار والتكبير وطلب العفو والرحمة، خاصة في المواضع التي يصعد فيها على جبل الصفا أو المروة أو ينزل منهما، فكل خطوة من السعي تقربه إلى الله وتزيد من أجره إذا صاحبها الذكر والدعاء والخشوع.
عند الانتهاء من مناسك العمرة سواء الطواف أو السعي، يستحب للمسلم أن يرفع يديه متوجه إلى الله عز وجل راجيا القبول والمغفرة. ومن أفضل الادعية أن يقول: "اللهم تقبل منا واغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا، واجعلنا من أهل الجنة، وبارك لنا في أعمارنا وأعمالنا، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا".
ويجوز للمسلم أن يدعو بأي دعاء يفتح الله به عليه، فالدعاء بعد أداء العمرة من الأوقات المباركة التي يرجى فيها الإجابة، خاصة إذا خرج المسلم من الشعيرة بقلب خاشع ونية صادقة. كما يمكن أن يدعو لنفسه بالثبات، ولأهله وأحبابه بالرحمة والهداية، ويسأل الله أن يجعل عمرته مقبولة وسعيه مشكورا وذنبه مغفورا، وأن يرزقه زيارة بيته الحرام مرات عديدة في العمر.
من ادعية بالعمرة المشهورة، ومن الادعية الخاصة بالعمرة التي يستحب أن يقولها المسلم عند خروجه قاصد العمرة، هو الدعاء الذي ورد عن النبي: "اللهم الحج أردت، وله عمدت، فإن يسرته فهو الحج، وإن حبسني حابس فهو عمرة". ويقال هذا الدعاء عند نية الدخول في النسك، للتعبير عن النية الصادقة والتسليم التام لأمر الله، خاصة في حال وقوع أمر طارئ يمنع المسلم من إتمام مناسك الحج أو العمرة.
ويجوز ترديد هذا الدعاء في حال توقع عارض أو ظرف قد يمنع من إكمال المناسك، مثل المرض، أو المنع الرسمي أو أي أمر خارج عن الإرادة. وفيه تسليم بقضاء الله وقدره، وتوكل عليه، ورجاء أن يكتب الأجر كامل ولو لم يتم النسك. ويعد من الأدعية المؤكدة والمخصوصة بسياق نية العمرة، لما فيه من اعتراف بنية القصد وإيمان بأن التيسير والمنع بيد الله وحده.
من السنة أن يردد المعتمر بعض ادعية بالعمرة التي وردت عن النبي أثناء الطواف والسعي، ومنها:
يستحب الدعاء في أوقات الإجابة العامة للادعية المستحبة بالعمرة، مثل:
خلال العمرة، يعد الحجاج والطائفون في صلب العبادة خاصة عند السعي والطواف من أكثر اللحظات التي يرجى فيها الإجابة، فعليهم الإلحاح والخشوع والتوجه بكامل القلب. هذه من افضل الادعية بالعمرة لأنها تجمع بين الوقت المسمى والمكان المقدس.
من اهم ادعية مستحبة بالعمرة :
هذه ادعية قصيرة ومناسبة للطفل أو الكبير، ويمكن تكرارها مع الطواف والسعي بسهولة.
لا يوجد أدعية محددة واجبة بصيغة معينة، وإنما وردت ادعية بالعمرة مستحبة ومأثورة، لكن يياح أن يدعو المؤمن بما شاء من الأدعية الحميدة الجامعة، مثل ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
لا توجد أدعية ثابتة لكل شوط عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن يستحب أن يختم كل شوط بـ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وذلك بين الركن اليماني والحجر الأسود، ويكبر عند الاقتراب من الحجر. غير ذلك يجوز الدعاء بما تيسر.
الأدعية المذكورة من سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي مستحبة وليست واجبة. ويسمح الدعاء بأي قول طيب يليق بمقام العبادة والتوجه إلى الله. اختر ما شئت منها من أدعية خاصة بالعمرة وادع بما يفتح الله لك.
نعم، يجوز الدعاء بما شاء، من خير الدنيا والآخرة، والاستغفار، وطلب المغفرة والرحمة، فهذا من أفضل الأدعية في العمرة، خاصة أثناء الطواف والسعي، ولا حرج في دعاء الفرد بما يخالجه قلبه.
إذا حبس المعتمر، من السنه أن يقول اللهم محلي حيث حبستني، وفي رواية أخرى "اللهم الحج أردت ولم أؤت وإن حبسني حابس فهو عمرة"
إذا كنت تخطط لرحلة عمرة مميزة وتبحث عن الراحة في كل تفاصيل رحلتك، فإن المعتمر يوفر لك خدمة حجز تذاكر الحج والعمرة بسهولة وأمان، مع ضمان أفضل الأسعار وخيارات متعددة تناسب احتياجاتك. سواء كنت تسافر بمفردك أو مع عائلتك، ستجد كل ما تحتاجه من دعم وخدمات لتجعل رحلتك تجربة روحانية لا تُنسى.
تواصل معنا الآن واحجز مقعدك في أقرب رحلة لتعيش أجواء العمرة بخشوع وطمأنينة.
